يا من رأى، محمود سامي البارودي

يا من رأى، محمود سامي البارودي.


يَا مَـنْ رَأَى الشَّـادِنَ فِي سِرْبِـهِ

يَتِيـهُ بِالْحُـسْـنِ عَلَـى تِـرْبِـهِ

أَرْسَـلَ فَـرْعَيْـهِ لِكَـي يَعْبَثَـا

بِأُكْـرَتَـيْ نَهْدَيْـهِ مِـنْ عُجْبِـهِ

أَحْتَمِـلُ الْمَكْـرُوهَ مِـنْ أَجْلِـهِ

وَأَبْـذُلُ الْمَـالَ عَلَـى حُـبِّـهِ

قَـدْ لامَنِـي الْعَـاذِلُ فيـهِ ولَـوْ

رَأَى الْهُـدَى أَقْصَـرَ عَـنْ عَتْبِـهِ

وَهَلْ يُطِيقُ الْمَـرْءُ سَتْـرَ الْهَـوَى

مِنْ بَعْـدِ ما اسْتَوْلَـى عَلَـى لُبِّـهِ

تَقَـلُّـبُ الْعَـيـنِ دَلِيـلٌ عَلَـى

مـا أَضْمَـرَ الإِنْسَـانُ فِي قَلْبِـهِ

يـا سـامَـحَ اللهُ عُيُـونَ الْمَهَـا

فَهُـنَّ عَـوْنُ الدَّهْـرِ فِي حَرْبِـهِ

أَمَـا كَفَـى مَـا جَـرَّ أَحْدَاثُـهُ

حَتَّـى دَعَـا الْغِيـدَ إِلَـى حِزْبِـهِ