و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ

و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ، قصيدة لأبي فراس الحمداني.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ محجبة ً لفظتها الحجبْ

دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِ الفِعَالِ لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لا تُحِبّ

فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ في مِرْطِهَا، و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْ كثبْ

وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّا طَلَعْـ ـتَ دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْ الرُّعُبْ

تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّة ً، و تهتزُّ في المشيِ لا منْ طربْ

فلمَّـا بدتْ لكَ فوقَ البيوتِ بدا لكَ منهنَّ جيشَ لجبْ

فكنتَ أخاهنَّ إذْ لا أخٌ و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَ أبْ

وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتي الجَمِيلَ و تحمي الحريمَ ، وترعى النسبْ

و تغضبُ حتى إذا ما ملكتَ أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَ الغَضَبْ

فَوَلّيْنَ عَنْكَ يُفَدّينَهَا، وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ما انسَحَبْ

يُنَادِينَ بينَ خِلالِ البُيُو تِ: لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَ العَرَبْ

أمرتَ - وأنتَ المطاعُ الكريمُ - ببذلِ الأمانِ وردِ السلبْ

و قدْ رحنَ منْ مهجاتِ القلوبِ بأوفرِ غنمٍ وأغلى نشبْ

فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِ الكِرَامِ، رددنَ القلوبَ رددنا النهبْ


المصدر