نص خطاب أسامة بن لادن 5 شعبان 1424 هـ – 1 اكتوبر/تشرين الأول 2003 م

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} [التوبة:73].


والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: ”من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد“.


أما بعد:


فهذه الرسالة الثانية إلى اخواننا المسلمين في العراق:


يا أحفاد سعد والمثنى، وخالد والمعنى، ويا أحفاد صلاح الدين:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


أحييكم واحيي جهدكم وجهادكم المبارك، فقد والله اثخنتم في العدو، وادخلتم السرور على قلوب المسلمين عامة، وأهل فلسطين خاصة، فجزاكم الله خيرا الجزاء، وان جهادكم جهاد مشكور، ثبت الله أقدامكم وسدد رميكم.


وابشروا فقد تورطت امريكا في مستنقعات دجلة والفرات، وقد كان بوش يظن أن العراق ونفطه غنيمة باردة، فها هو في مأزق حرج بفضل الله تعالى، وهاهي أمريكا اليوم قد بدأت تصيح بأعلى صوتها وتتضعضع أمام العالم أجمع، فالحمد لله الذي رد كيدها إلى أن تستنجد بأوباش الناس، وتتسول الجنود المرتزقة من الشرق والغرب.


ولا غرو فيما فعلتم بأمريكا هذه الفعال، وأنزلتم بها هذا النكال، فأنتم أبناء أولئك الفرسان العظام الذين حملوا الإسلام شرقا حتى وصلوا إلى الصين.


واعلموا؛ أن هذه الحرب هي حملة صليبية جديدة على العالم الإسلامي، وهي حرب مصيرية للأمة بأسرها، ولها من التداعيات الخطيرة والاثار السيئة على الإسلام وأهله ما لا يعلم مداه إلا الله.


فيا شباب الإسلام في كل مكان، ولا سيما في دول الجوار واليمن:


عليكم بالجهاد والتشمير عن ساعد الجد، واتبعوا الحق، وأياكم ان تتبعوا الرجال الذين يتبعون أهوائهم ممن تثاقلوا إلى الأرض، أو ممن ركنوا إلى الذين ظلموا فيرجفوا بكم ويثبطوكم عن هذا الجهاد المبارك.


فقد تعالت اصوات في العراق - كما تعالت من قبل في فلسطين ومصر والاردن واليمن وغيرها - تنادي بالحل السلمي الديمقراطي في التعامل مع الحكومات المرتدة، أو مع الغزاة من اليهود والصليبين، بدلا عن القتال في سبيل الله، لذا وجب التنبيه باختصار على خطورة هذا المنهج الضال المضل، المخالف لشرع الله، المعوق عن القتال في سبيله.


فكيف تطيعون مع تعين الجهاد من لم يغزو في سبيل الله ابدا، افلا تتدبرون ؟! فان أولئك هم الذين عطلوا طاقات الأمة من الرجال الصادقين، واحتكموا إلى أهواء البشر، إلى الديمقراطية؛ دين الجاهلية، بدخول المجالس التشريعية، أولئك قد ضلوا ضلال بعيدا، واضلوا خلقا كثيرا.


فما بال هؤلاء يدخلون مجلس الشرك، مجلس النواب التشريعي، الذي هدمه الإسلام، وبذلك ينهدم رأس الدين، فماذا بقي لهم ؟! ثم يزعمون انهم على الحق ! انهم على خطأ عظيم، وعلم الله ان الإسلام من أفعالهم بريء.


فالإسلام؛ دين الله، ومجالس النواب التشريعية؛ دين الجاهلية، فمن أطاع الأمراء أو العلماء في تحليل ما حرم الله، كدخول المجالس التشريعية أو تحريم ما أحل الله - كالجهاد في سبيله - فقد اتخذهم أربابا من دون الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ثم اني أوجه النداء للمسلمين عامة ولشعب العراق خاصة، فاقول لهم:


أياكم ومناصرة قوات امريكا الصليبية ومن شايعها، وان كل من يتعاون معها وما انبثق عنها -بغض النظر عن الاسماء والمسميات- فهو مرتد كافر.


وكذلك حكم من يناصر الأحزاب الكفرية -كحزب البعث العربي الاشتراكي والاحزاب الكردية الديمقراطية وما شابهها-


ولا يخفى؛ ان اي حكومة يتم تشكيلها من طرف أمريكا هي حكومة عميلة خائنة، كسائر حكومات المنطقة، بما فيها حكومتا كرزاي ومحمود عباس اللتان انشأتا (لإزهاق) الجهاد.


وما خارطة الطريق إلا حلقة جديدة في سلسلة المؤامرات لانهاء الانتفاضة المباركة، فيجب ان يستمر الجهاد إلى ان تقوم حكومة إسلامية تحكم بشرع الله.


فيا أيها المسلمون:


ان الأمر جد ليس بالهزل، فمن كان له جهد أو رأي أو (مبدأ) أو بأس أو مال؛ فهذا وقته، ففي مثل هذه الأحداث يتمحص الناس، ويعلم الصادق من الكاذب، والغيور على الدين من القاعد.


ويُرتجى من الحرائر الكريمات المسلمات الابيات؛ أن يقمن بدورهن.


واني لاقول لاخواني المجاهدين في العراق:


اني والله اشاطركم همومكم، واشعر بشعوركم، وأغبطكم على ما أنتم فيه من جهاد، وعلم الله لو وجدت سبيلا إلى ساحاتكم ما قعدت.


وكيف اقعد، وقد مرنا معنا أن رسولنا صلى الله عليه وسلم - اسوتنا وقدوتنا - قال: ”والذي نفس محمد بيده لولا أن اشق على المسلمين، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ابدا“، وقال: ”والذي نفس محمد بيده؛ لوددت أن اغزو في سبيل الله فاقتل، ثم اغزو فاقتل، ثم اغزو فاقتل“، فهذا هو طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو طريق نصرة الدين، واقامة دولة المسلمين فالزموه، ولا يلزمه إلا الصادقون.


فيا معاشر المسلمين، يا معاشر ربيعة ومضر، ويا معاشر بني الاكراد:


ارفعوا رايتكم - رفعكم الله - ولا يهولنكم هؤلاء العلوج باسلحتهم، فان الله قد أوهن كيدهم وأذهب ريحهم، فلا تروعنكم كثرتهم، فان قلوبهم خاوية وان أمرهم قد بدأ يضعف ويضطرب عسكريا وكذلك اقتصاديا، وخاصة بعد يوم نيويورك المبارك بفضل الله.


فقد بلغت خسائرهم بعد الضربة وتداعياتها أكثر من ترليون دولار -أي ألف ألف مليون دولار- وقد سجلو ايضا عجزا في ميزانياتهم للسنة الثالثة على التوالي، وقد بلغ في هذا العام رقما قياسيا حيث قدر باكثر من اربعمئة وخمسين ألف مليون دولار، فلله الحمد والمنة.


وفي الختام:


فإلى اخواني المجاهدين في العراق، إلى الأبطال في بغداد - دار الخلافة - وما حولها...


وإلى أنصار الإسلام، احفاد صلاح الدين...


وإلى الأحرار من أهل بعقوبة والموصل والانبار...


وإلى الذين هاجروا في سبيل الله حتى يقتلوا نصرة (لدينهم) وتركوا الوالد والولد، والأهل والبلد...


فإلى هؤلاء وهؤلاء:


فاني أقرئكم جميعا السلام، واقول لكم:


انكم جند الله، وسهام الإسلام، وخط الدفاع الأول عن هذه الامة اليوم.


وان الروم قد اجتمعوا تحت راية الصليب لقتال أمة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، فاحتسبوا جهادكم، واني لارجو ان لا يؤتى المسلمون من قبلكم، فالله الله فيما أئتمنتم عليه، وما يعلق عليكم بعد الله من آمال عظام، فلا تفضحوا المسلمين اليوم، وتمثلوا بما تمثل به سعد رضي الله عنه يوم الخندق، حيث قال:


لبث قليلا *** يلحق الهيجا حمل

لا باس بالموت *** إذا حان الأجل


أجل؛ لا باس بالموت إذا حان العجل.


اللهم هذا يوم من أيامك، فخذ بقلوب شباب الإسلام ونواصيهم إلى الجهاد في سبيلك.

اللهم اربط على عقيدتهم وثبت اقدامهم، وسدد رميهم والف بين قلوبهم.


اللهم انزل نصرك على عبادك المجاهدين في كل مكان، في فلسطين والعراق والشيشان وكشمير والفلبين وافغانستان.


اللهم فرج عن اخواننا الأسرى في سجون الطغاة، في أمريكا وغوانتانامو وفي فلسطين المحتلة والرياض، وفي كل مكان، انك على كل شيء قدير.


اللهم ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.



{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} [يوسف:21].


وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين