متحف العلوم بانجلترا

زيارة إلى متحف العلوم بإنجلترا SCIENCE MUSEUM بقلم : محمد همام فكري mhammamf@gmail.com في مهمة غير رسمية لمدينة الضباب « لندن » كان لابد لرجل مثلي امضى اكثر من عشرين عاما يعمل في كلية للعلوم بجامعتي القاهرة وقطر ، ونصف هذه المدة في مجال الاعلام العلمي ، كان لابد له ان يفيق من صدمة الحضارة ، ليسأل عن متاحف العلوم البريطانية الشهيرة ، خاصة وانني ممن اشتغلوا لفترة طويلة في نوادي العلوم . فلطالما قرأت واستمعت كثيرا عن متاحف العلوم ببريطانيا - العظمى - كما كانوا يقولون . وكتمت في نفسي رغبة اختزنتها من ذلك الوقت . ،وتمنيت على الله ان ازورها ، وها آنذا بفضل الله تعالى في شارع ( المعارض. غرب كينزنجتون) الذي تقف على جانبيه اشهر متاحف ومعارض إنجلترا العريقة . ولم اتردد في اتخاذ قراري بالبدء بمتحف العلوم والصناعة .مقدمه علي متحف التاريخ الطبيعي NATURAL HISTORY ومتحف الجيولوجيا GEOLOGICAL MUSEUM ( الذي الحق به مؤخراً )ومتحف فيكتوريا و البرت VICTORIA & ALBERT وجميعهم يجاور الآخر .ولا يجد غريب مثلي ادنى مشقة في الوصول إليها .يكفي ان يقول لسائق التاكسي المحترم .متحف العلوم من فضلك .SCIENCE MUSEUMليجد نفسه بعد خمسة دقائق امام باب المتحف الذي يفتح بابه الساعةالعاشرة صباحا بالطبع . لذلك دفعت خمسة جنيهات وخمسون بنسا إنجليزيا رسم دخول متضمنة مخطط توضيحي للمتحف اضافة الى بعض الجنيهات الاخر مقابل كتيبات تعريفية باقسام المتحف والأجرعلى الله .فقد تأكد لدي انني سوف انفق الجنيهات التي خصصتها للهدايا في زيارة المتاحف والمعاهد العلمية. وليحدث ما يحدث وسوف اقول للذين ينتظرون هدايا لندن انني صدمت في الاسعار هناك . وسوف اعوضهم خير منها اذا كان في العمر بقية .إذا.المهم حياني موظف الاستقبال بابتسامة رقيقة ( ُمدرب عليها ) كعادة الانجليز مرحباً بي في عجل الذي يؤدي عمله باهتمام .واعطاني دليل للمتحف . لان المتاحف هنا تعطيك مخطط عند الباب تسترشد به في زيارتك وتكفي الناس مشقة الاجابة عن اسئلتك الحائرة. كان الدليل معداً باسلوب سهل وممتع للغاية فيكفي ان يتتبع المرء هنا اسهم الخارطة ليطوف بطوابق المتحف الخمسة ويزور اقسامه العلمية والتكنولوجية .والتي تعرض معروضاتها بطريقة فريدة تستوحي منها روح وقيمة مادة العرض التي هي عادة عمل عظيم للغاية .ويحتاج الى اسلوب عرض يناسبها ، فكل شيء هنا مكتوب عليه بعبارات موجزة وعميقة. هذا اول اختراع . وهذا اول اكتشاف .وهذا اول إبتكار.وهكذا تجد نفسك في رحاب عالم رائع من الابداع الإنساني الرائد .الذي كتب عليه بالانجليزية هذه الكلمة المعجزة PIONEER في مختلف افرع العلوم والتكنولوجيا . من أين ابدأ تجوالي . شىء محيّر . سأبدأ مع هذا الفوج من التلاميذ واستمع لشرح المدرس الذي يصحبهم في ود جميل. نعم هذا وقت للتعلم رغم انف الاربعين عاما التي احملها على ظهري . خاصة وان طريقة نطق المدرس وهو يشرح لتلاميذه .من ذلك النوع الذي اعتادته اذني ولا حرج من ان انضم الى هذه الحلقة الرائعة عسى ان تتحسن لغتي الانجليزية . ودون ان احفل بنظرات الدهشة التي بدت في عيون الصغار .وجدتني اخذت مكانا بينيا في الحلقة .واستمع لشرح المدرس . وبمنهجية تربوية بدأ الفريق بالطابق الارضي G الذي كتب عليه بطريقة مبتكرة اسماء الاقسام التي سنزورها ، ومهد المدرس الذى بدا وكأنه مدرب على هذه المهمة بكلمة قصيرة عن الغرض من الزيارة والاشياء المتوقع رؤيتها وفكرة عن الاقسام بالاضافة الى بعض التعليمات التي فهمت منها انه يدعوهم لاتباع سلوك منظم لا يخلو من الحرية في الرؤية .والاستمتاع بوقت الزيارة. وكان لابد من تسجيل مشاهداتي واسماء المخترعات والمخترعين عسى ان تثبت المعلومات ، وتكون خميرة جيدة لموضوع صحفي وكانت البداية مع استكشاف الفضاء THE EXPLORATION OF SPACEوهو قسم مثير للغاية اذ شعرت منذ اللحظة الاولى انني وبتأثير المكان كرجل فضاء .يسير على الارض . اشاهد امامي .مركبة القيادة COMMAND MODULE التابعة لمركبة الفضاء ابولو APOLLO 10 المأهولة والتي انطلقت في ايار ( مايو ) عام 1969م بقيادة توماس ستافورد.ومعه جون يونج وايوجين ومهدت لقيام ابولوا 11 في رحلتها التاريخية للقمر وهبط ارمسترونج بقدميه وسار على سطحه. وكان لابد من اخذ صورة فوتوغرافية للمركبة التي سرعان ما اعتلاها الصغار في فرح فطري جميل . ولم يترك المدرس الفرصة دون ان يعمد في ايصال معلومات بسيطة عن المركبة ومكوناتها وطريقة عملها والبيانات التي وفرتها . واشياء اخرى لم استطع ان التقطها.لانني سرعان ما انصرفت الى نماذج الصواريخ المنتصبة في شموخ رائع والى منصة الانزال . ونماذج حية لغرف قيادة المركبات .والطائرات بينما انطلق الاطفال الى قاعة مليئة بالالعاب العلمية وخلفهم المدرس المتمرس على الركض خلفهم في بهجة لا تخلو من تكرار بعض المعلومات التى يصر على قولها .مستثمرا كل موقف وركضت خلفهم .خالي الذهن من كل شيء الا عبقرية المكان وجلاله .ولم اقاوم مشاهدة بالون الهواء الساخن BALLOON. الذي كان اول اطلاق له عام 1783م ، اراقبه في هبوطه وارتفاعه .وهو عبارة عن مركبة هوائية غير مزودة بأية قوة آلية ، لانهم يعرضونه بطريقة حيه حتى تصلنا الفكرة مكتملة . ، كلما هبط البالون إلى اسفل والتقى بمصدر النار( قش يحترق) يسخن الهواء ويرتفع البالون لانها تزيح وزنا من الهواء المحيط البارد اكبر من الوزن الكلي للبالون. وهكذا . فاكتشفت اننا في معمل علوم تربوي تتحول فيه النظرية إلى واقع تحقيقا لنظرية ارشيميدس التي تقول ان قوة الرفع التي تؤثر علي الجسم تكون مساوية لوزن الماء المزاح. وبالاضافة إلى دوره كمكان لعرض بانوراما تاريخ العلم .فان متحف العلوم البريطاني. مكان يسترجع فيه الزائر معلوماته العلمية وتصحو ذاكرته من غفوتها . لتتجسد المعلومات المجردة في كياناتها الحقيقية . فهاانذا في صالة كبيرة مليئة بالآلات القديمة من طواحين هواء ودواليب حركة ضخمة تحكي قصة صراع الإنسان مع الآلة حتي استطاع المدعو ( مايكل فارداىMICHAE FARADAY 1791-1867) ان يخترع الدينامو عام .183م .إلى المفاعلات النووية والخلايا الشمسية .ولذلك فان المكان ممتلىء بالماكينات والعجلات والتوريبينات والماتورات . والملفات وغيرها.حتى وجدتني في صالة طويلة مليئة بالدراجات وقاطرات الخيل والقطارات البخارية وعربات القضبان الحديدية ، المس بيدي اول دراجة صنعها الانسان .و اول محرك بخاري الذي اخترعه العالم المعجزة جيمس واط JAMES WATT 1736-1819) ) . فافتتح به عصر الثورة الصناعية ( 1782م ) ورحم العم .واط البشر من مشقة الدفع والجر والحمل والمشي . ومهد باختراعه العظيم لعصر عظيم تحول من الثبات الى الحركة . بل والسرعة في الحركة ومن محرك واط الى لافتة كتب عليها ..قاطرة ستيفنسن البخارية GEORGE STEPHENSON 1781-1848 ذات المحرك البخاري ( كان يعمل بالحطب والفحم ) .للتعرف على هذه القاطرة الجميلة التي لا تزال تلمع تحت مصابيح الضوء رغم قدمها . وعندما قفز المدرس الى مقدمتها شارحا للتلاميذ كيف كانت تدار بطريقة تمثيلية رائعة جعلتني انشغل عما يقول بطريقته في الشرح .واستمتاعه بما يفعل . قرأت: هذه القاطرة كانت تسمى( الصاروخ ROCKET ) وقد كتب عليها ايضا : فازت هذه القاطرة التي اخترعها ستيفنسن عام 1814 م في سباق نُظم عام 1829م ، حين قطعت مسافة 2.19 كم في 53 دقيقة فحبست ابتسامة عصرية لهذه السرعة المذهلة التى نقلتني من اسيا الى اوروبا .على متن البوينج 747 النفاثة .خاصة عندما وجدتني اقف إلى جوار عجلة بسيطة التكوين كتب عليها : ROVER SAFETY CYCLE OF 1885 وإلى جوارها اصطفت عشرات الدرجات والعجلات باحجامها واشكالها المختلفة ، بدءا من عجالات الحضارات القديمة الى الدراجة التقليدية . فتقرأ هنا على اللافتات الصغيرة . عجلة عربة بابلية وعجلة عربة يونانية . او رومانية وهكذا وهي عجلات مصنوعة من خشب الشجر المتين او الحديد . وتتطور بانوراما العرض حتى تصل بك إلى عجلات السيارات والطائرات ذات الاطارات الهوائية المصنوعة من الكاوتش ( المطاط) . ويجد المرء نفسه مشدودا لحركة تتطور محركات وآلات النقل البري من الديزل الى المحرك البنزيني . والتي تقف في صف طويل يأخذ نا عبر العربات الشبيهه بعربات الخيل الي السيارات الكهربائية وعجبت عندما عرفت ان اول سيارة كهربائية صنعت عام .189م وكانت من اختراع غاستون بلانت اي اكثر من مئة عام . لكنها لم تحوذ على اعجاب الناس آنذاك بينما الاهتمام بها بدأ يطرح نفسه ثانية مع محاولات العلماء التخفيف من مشكلات التلوث . ومن أول .إلى أول . إلى أول . لا يستطيع المرء ان يستوعب عبقرية وقدرة الإنسان الذي وهب نفسه لهذه المخترعات العظيمة ..التي كانت محض فكرة اشبه بالمستحيل .فجسدها ابتكارا فذا .يخترق المكان والزمان ويخدم البشرية .ولولا اشياء في صدري .. لقلت كأنهم انبياء العلم . وفي زاوية صغيرة .تنتظم فيها عدة مصابيح زجاجية متجاورة . كتب عليها .تلك المصابيح الغازية التي امامك من ابتكار « السير همفري دافي DAVY » احد كبار العلماء الانجليز الكيماويين بل كان اشهر كيما وي في انجلترا في مطلع القرن التاسع عشر1812م ، فقد استطاع بهذا المصباح الذي سماه مصباح الآمان FOR COALMINERS SEFETY LAMP وان ينير ظلمات المناجم ويخلصها من خطر غاز المناجم الذي كان يمثل كارثة علي العاملين في مناجم الفحم .اخترعه « دافي » ومضى . لكن التاريخ لا ينسى كل من اهداه اختراعا .حتى لو كان ذلك المصباح. وفي الطابق الاول . يجد الزائر نفسه .امام مخترعات مثيرة للغاية ، ويبدو انني سأنفصل مجبرا عن فوج التلاميذ ومدرسهم العجيب فقد غلبتهم فطرتهم . وانفرطوا من عقدهم ليلعبوا .في صالة الالعاب العلمية .ومعهم مدرسهم . يلعب معهم. نعم .سأعتمد على نفسي وأبدأ بهذا القسم . قسم الاتصالات عن بعد ( TELECOMMUNICATIONS ) وهو قسم رغم صغره الا انه يحكي لنا قصة اختراع وتطور وسائل الاتصال اللاسلكية من عام .183 -.198م ويحتوي على اجهزة الاتصال الاصلية المزودة بالرسوم والشروح المعروضة بطريقة لا تخلو من الابداع .الذي يتفق مع قيمة هاتف الكسندر جرهام بل ALEXANDER GRAHAM BELL ( 1847-1922م) المعجزه الذي اخترعه منذ مئة عام ،عندما اجرى اول اتصال تليفوني في التاريخ بين نيويورك وشيكاغو عام 1892م . فهل كان يعلم ان اختراعه العظيم سوف يدخل حياتنا في غرف نومنا وسياراتنا واخيرا الهاتف الشخصي . ونرتبط به الى هذا الحد ؟. وتليغراف غوليلمو ماركوني « 1874 - 1937م » الذي تمكن من إرسال إشارات لاسلكية من إنجلترا إلى نيوفوندلاند عام .19م . فنال جائزة نوبل في الفيزياء عام 9.19م ) . وتليفزيون جون لوجي بيرد «1888-1946م» المهندس الكهربائي البريطاني الذي انكب على دراسة التليفزيون فوضع اول نظام عملي للتلفزة باستخدام الاشعة تحت الحمراء واستطاع بهذا النظام العظيم ان يسيطر على ملايين البشر الذين يجلسون ساعات امام التليفزيون يتابعون اخبار العالم . هذه الاختراعات العظيمة نراها هنا من بداياتها . ونتتبع التطورات التي حدثت عليها . حتى عام .198م بعد دخول الكمبيوتر والالياف البصرية في تكنولوجيا هذه الاجهزه البديعة . التي حولت العالم حقا إلى قرية كبيرة تتواصل اوتوماتيكيا، وتذكرت انني قرأت مرة ان جهاز التليفون الذي اخترعه الكسندر جرهام بل عام 1871م ، كان ينظر اليه كأنه لعبة ، وهي نظرة ارتبطت دائما بتقدير الناس لكل جديد بديع . أليست هي نفس النظرة التي نظروا بها إلى الكمبيوتر الذي يشغل هنا مكانا يسع لالف جهاز شخصي من اجهزة التسعينيات ؟ وهو الجهاز الذي وضع تصميمه آلن تيرنج ALAN TURING عام 1946م . وبجواره تعرض اجهزة الكمبيوتر الحديثة والتى لا يتعد بعض انواعها في حجم حقيبة يد صغيرة استطيع ان اقول الآن ان من حق بريطانية ان تفخر بعلماءها كيفما واينما تريد .يكفي ان زائر عابر مثلي يشعر بالفخر لكونه شاهد هذه المخترعات والتقط لها صورا ملونة بكاميرا يابانية تعتمد على نظرية جوزيف نيبس «1765-1833م» الذي حضر اول صورة فوتوغرافية في التاريخ بالتعاون مع زميليه داجير وتابلوت اللذين استطاعا ان يحصلا على نيجاتيف للصور التى يقومون بتحميضها عام 1835م ليبدأ عصر ليس له نهاية مع الصورة . وفي الطابق الثاني . يحار الزائر وهو يسأل نفسه باي قسم تكون البداية والوقت يمر سريعا . والفرصة قد لا تتكرر . ومخطط المتحف .مليء بابداعات البشرية في كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا.والدهشة لا تزال تسيطر علي .إذا سأستمر مع طابور التلاميذ الذين بدأوا مع مدرسهم النشيط بقسم الكيمياء الذي يشغل مكانا مميزا في منتصف الطابق .وامام نموذج من الخرز الملون . كتب عليه نموذج التركيب الجزيئى لحامض DNA او سر الشفرة الوراثية كما وضعه العالمين الفذين الانجليزي فرانسيس كريك FRANCIS CRICK .«1916م- » والامريكي جيمس واطسون GAMES DEWEY WATSON «1928م- »وقد نالا معا جائزة نوبل في الفسيولوجيا والطب مشاركين بذلك العالم ولكنز WILKINS عام 1962م ، تقديرا لاسهامهما في تحديد المادة الكيميائية المسؤولة عن التحكم الوراثى في وظائف DNA وهو انجاز يعده الكثيرون اهم اكتشاف بيولوجي في القرن العشرين . ونموذج آخر كتب عليه نموذج التركيب الجزيئي لفيتامين ب 12 وصورة كبيرة لسيدة بريطانية تدعى دوروثي هودجكن DOROTHY HODGKIN 1910)) التي نالت جائزة نوبل في الكيمياء عام 1964م تقديرا لجهودها في على اكتشاف التركيب الجزيئي لهذا الفيتامين الرائع حقا مجال بحوث الكيمياء لتصبح ثالث امرأة تحصل علي جائزة نوبل في الكيمياء.ويبدو ان الزيارة العابرة . لا تكفي رجل فضولي مثلي من اشباع رغبته للمعرفة التي ليس لها حد . فكيف .لي . ان امر مرور الكرام على ورشة بحجمها الطبيعي للطباعة وصناعة الورق كما كانت عليه عام .171م اي في بداية القرن الثامن عشر الذي شهد ثورة في مجال التأليف والطباعة والنشر . وكيف لي ان اعبر على معمل كيمياء بحجمه وادواته الحقيقية CHEMISTRY IN THE 1890 ONE OF A SERIES OF FULL SIZE LABORAORIES عام .189م ، كما كانت ايام PRIESTLY & LAVOISIER & DALTON & DAVY & FARADAY ..& OTHERS وغيرهم دون ان امتع النظر برؤيتها خاصة وقد استخدمها هؤلاء العباقرة وهم من هم في تاريخ العلم؟ وانا الذي عاش في المعامل خمس قرن يحضر المحاليل ويعايرها . وكيف نخطىء عيناي هذه المجموعة الرائعة من الادوات والمستلزمات المعملية من زجاجيات واوزان وقياسات .WEIGHING & MEASURING وهي وسيلة العالم في التجريب التقدير والقياس .خاصة وانها تحتوي على مجموعة زجاجيات اسلامية ISLAMIC GLASSWARE FROM THE 10th-12th CENTURY A Dترجع الى الفترة من القرن العاشر الى الثاني عشر الميلادي ايام كان علماء المسلمين رواد العلم التجريبي . وسادة العالم . ولا يقتصر العرض هنا على القديم فحسب بل ينطلق من القديم الى الحديث فالاحدث حتي ينقلنا الى تجهيزات المعامل المعاصرة بتكنولوجياتها المتقدمة للغاية .والتي افزتها التطورات الرائعة في كافة مجالات العلم .وتجسد هنا معنى التكامل بين العلوم . كما تتجسد ايضا معاني تراكم المعرفة الانسانية باسهامات الحضارات وحوارها المبدع الخالد وهو المعنى نفسه الذي يتحقق ايضا في الجهاز الذي استخدمه السير جوزيف . جون . تومسون THOMSON SIR GOSEPH GOHN«1856-.194م »الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 6.19م تقديرا لجهوده في مجال اكتشاف اشعة المهبط او سيل الالكترونات .ليكون اول من اكتشف الالكترون في التاريخ (عام 1897م ).وبعده جاء من اكتشف الكوارك .ومن يعلم فربما يأتى من يكتشف ما هو اصغر من الكوارك . وهكذا يضع كل عالم لبنه في صرح العلم . وفي قسم تتصدره صورة الملك عبد العزيز بن سعود وخارطة لشبه الجزيرة العربية .اشارة الى اغنى بلاد النفط في العالم ، يشغل حيزا كبيرا في الطابق كتب عليه قسم البترول PETROLEUM .ملىء بمعدات التنقيب عن البترول ونماذج مصغرة لمنصات استخراج النفط من الارض .وحاويات زجاجية مليئة بنواتج عمليات تقطير النفط واستخداماتها الصناعية .بدءا من مصباح النفط إلى تكنولوجيا البترول العديدة . الطابق الثالث وفي قسم البصريات الذي يستقبلك ببريق عدساته التي تلمع تحت اشعة الضوء بانواعها المختلفة والتي يرجع بعضها الي القرن الثاني عشر . تكتشف انك في عالم خاص جدا اشبه بالقصر المسحور . فتجد نفسك في حاجة من حين لآخر لكي تمسح عدسات نظارتك السميكة وتمتع عينيك بالمعروضات الرائعة . التي تحكي لك قصة تطور البصريات من القرن السادس عشر وحتى يومنا الحاضر نعم فهل كان لي ان ارى هذه المجموعة الفريدة من العدسات وآلات نحتها واعدادها للاستعمال ، ولا كان لي ايضا ان اشاهد بعينياي اللتين طالما نظرت تحدق من خلال عدسات المجهر ، الميكروسكوب البسيط الذى ابتكره العالم البريطاني الفذ روبرت هوك وكتابه الذي الفه عن المجاهر عام 1665م اضافة الى المصباح والمكثف الضوئي الذي ابتكره هوك لإنارة الجسم المنظور ، او مجهر ( جورج آدمزGEORGE ADAMS ) الفضي الذي صنعه لأمير ويلز عام 1763م وانواع كثيرة من المجاهر البسيطة والمركبة التي تستخدم المرآة والتى تعتمد على الكهرباء في الحصول على الضوء الى المجهر الالكتروني ( عدسة مغناطيسية ) الذي فتح عين العلماء على دقائق الموجودات ( التكبير فيه يصل إلى مائة الف مرة ) وجميعها يجسد فكرة تاجر الاقمشة الهولندي ليونهوك LEEUWENHOEKاول من ابتكر مجهر في التاريخ .ولم يدر انه اخترع اعظم اختراع في تاريخ العلم . وعلى مقربة من المجاهر تشاهد مجموعة رائعة من عائلة التلسكوبات المقربة مصطفة في زوايا متقاربة في نصف دائرة تحكي قصة تطور هذه الآلات التي كشفت للبشرية بانوراما الكون . بعد ان وصل قطر عدسة بعضها إلى عدة امتار .فمنذ ان ابتكر العالم النظاراتي الهولندي هانز ليبرشي عام 8.16م ، وجهود العلماء لا تتوقف وبدلا من مراقبة النجوم والكواكب من قمم الجبال انطلقت التلسكوبات الى الفضاء لتستكمل المهمة « هابل » ولولا ابتكار ليبرشي في بادية القرن السابع عشر ما تجولت مركبات الفضاء في مجموعتنا الشمسية ، بل وتجاوزتها الآن الى آفاق مجهولة .. وتشاهد آلة السدس SEXTANTوهي آلة تتكون من قوس مدرجة (.6ْ) ومرآتين ، وتلسكوب ، ويستخدمها البحارة عادة في البحر لرصد زاوية ارتفاع الشمس او اي نجم معروف وبالتالي يمكنهم تحديد خطي طول وعرض المكان الذي فيه السفينة .وهي آلة تعتمد على تقنية العدسات ، وهي المرة الأولى التي اشاهد فيه هذه الآلة العجيبة التي اصطحبها كلومبس في رحلته الجسورة للوصول الى الشاطيء الهند فاكتشف العالم الجديد ( امريكا) وذلك عام 1492م . وباستخدام الاشعة استطاع العلم ان يوظف البصريات في اغراض شتى . بدأت باشعة الشمس الى شعاع الليزر مرورا بالاشعة تحت الحمراء والفوق بنفسجية . وبالعدسات ايضا استطاع فوكس تالبوت FOX TALBOT ان يقدم للبشرية هذه الكاميرا التي تعد من اوائل الكاميرات التي اخترعت عام 1835م ، او اجهزة العرض السينيمائي CINEMATOGRAPHY وبعد تجوال اشبه بتجوال التآه . جذبني المدرس العجيب من كتفي قائلا لي اين ذهبت يا رجل فاكتفيت بالابتسام له . ومضيت خلفه مع فريقه العجيب الى معمل مجسمات الطيران FLIGHT LAB .وهو مكان محبب للاطفال الذين انشغلوا ثانية عن مدرسهم العجيب بالتطلع الى نماذج الطائرات الصغيرة وهي معلقة في سقف الصالة تتآرجح فوق رؤسنا . تحكي للزائرين قصة طيران الانسان في الجو متحررا من جاذبية الارض . وعلى كل نموذج تتدلى منه لوحة صغيرة كتب عليها اسم مخترعها . ، وبالطبع كان نموذج الاخوين رايت من اكثر النماذج إثارة للزائرين وللغريب الذي سيتأهب للعودة سالما غانما . على متن طائرة نفاثة للغاية . وفي الطابقين الرابع و الخامس وفي قسم كتب عليه : THE SCIENCE & ART MEDICINE VETERINARY HISTORY مرحبا بك في متحف تاريخ الطب THE WELLCOME OF THE HISTORY OF MEDICINE شيء رائع ان تجد نفسك تقف وجها لوجه امام خزانة زجاجية في داخلها ميكروسكوب بسيط من النحاس الاصفر يرجع للقرن التاسع عشر .وعدد من الشرائح الزجاجية .ودورق زجاجي . ولافتة صغيرة كتب عليها : «هذه الادوات المعملية كان يستخدمها العالم الفرنسي الشهير لويس باستير LEUIS PASTEUR ( 1855- .186م ) في تجاربه .» وتجد نفسك في دهشة المفاجأة . عندما تتذكر ان باستير هذا وبهذه الادوات البسيطة جدا استطاع ان ينشىء علم الميكروبيولوجيا عندما اثبت ببحوثه وتجاربه المعملية بعد جهاد عظيم استمر عشرات السنين قهر خلالها الجراثيم الميكروبية .واثبت ان التغير او الاختمار الذي يحدث لبعض السوائل يرجع الى نشاط تقوم به كائنات حيه دقيقة. وليس كما يعتقد لنشاط كيميائي .كما يرجع له الفضل في اكتشاف الجراثيم وعلاقتها بالامراض .والتطعيم . ولا املك الا ان اطلب له الرحمه . يرحمك الله يا باستير . إذا انا الان في رحاب العلم .مع ارواح الخالدين التي تتجسد في اثارهم حتى لو كانت ..طبق بتري نعم انا الآن امام طبق زجاجي به عفن .كتب عليه في إيجاز شديد: في هذا الطبق يكمن اكتشاف السير الكسندر فلمنج SIR ALEXANDER FLEMING(1881-1955م) الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 1945م ، فقد استطاع ان يكتشف في طبقه هذا ان البكتريا التي كان يجري دراساته عليها تفرز مادة حول العفن الذي نما بالصدفة في إحدى مزارع البكتريا ، وان هذه المادة (عقار البنسلين PENCICILLIUM)قاتلة للبكتريا العنقودية . وكانت تلك المادة السحرية فتحا عظيما في مجال العلاج .انقذت ملايين الارواح من الموت ، وكانت لها فضل على العبد الفقير لربه يوما ما ، ومن منا لم يأخذ البنسلين وقانا الله وإياكم من شر البكتريا الممرضة . . نعم رحمة الله عليك يا فلمنج وعلى الذين جاءوا من بعدك وقاموا باستخلاص البنسلين . والذين انتجوه . والذين وزعوه في كل بقاع الارض . ويرحم الله كل عالم صادق وهب حياته في سبيل اكتشاف عظيم او صغير ، حتى لو كان ذلك الطبق الزجاجى الذي اخترعه المدعو( بترى PETRI ) لانه ساهم بطريقة غير مباشرة في تقدم العلم بدليل الاكتشافات العظيمة التي تمت في مجال الميكروبيولوجيا ..وكفتنا من شر بعضها وسخرت لنا البعض الآخر . ولا يزال البحث مستمراً . هآنذا وقد انتهيت من زيارتي لمتحف العلوم الذي لا ادعى انني آلممت بمعروضاته الرائعة والتى يصل عددها إلى اكثر من عشرة آلاف قطعة . هذا عد المجموعة التى اعلن مدير المتحف بافتتاحها في شتاء 1994م ، وهي المجموعة التي كانت ضمن مجموعة الملك جورج الثالث والتي ترجع إلى القرن الثامن عشر ، فكيف يتأتى لي ذلك وانا عابر طريق تقليدي جدا . بعد قضاء يوم ممتع من أيام العمر القصير، لكنني استطيع ان اقول وانا في كامل قوايا العقلية ان الذي يزور بريطانية ولا يشاهد متاحفها كالذي شاهد الجسد دون ان يتعرف على العقل ..