قصيدة مجرم ودون - بيرم التونسي

وعندما أصبح السلطان أحمد فؤاد ملكاً عقب التصريح البريطاني في 28 فبراير 1926 الذي اعترفت فيه بريطانيا بالاستقلال الذاتي لمصر وتحولت مصر من سلطنة إلى مملكة، إذا ببيرم ينشر زجلاً بعنوان مجرم ودون يقول:

ولما عدمنا بمصر الملوك جابوك الانجليز يا فؤاد قعدوك
تمثل على العرش دور الملوك وفين يلقوا مجرم نظيرك ودون
وخلوك تخالط بنات البلاد على شرط تقطع رقاب العباد
وتنسى زمان وقفتك يا فؤاد على البنك تشحت شوية زتون[1]
بذلنا ولسة بنبذل نفوس وقلنا عسى الله يزول الكابوس
ما نابنا إلا عرشك يا تيس التيوس لا مصر استقلت ولا يحزنون


ويواصل بيرم نشاطه في صحيفته فيصدر في العدد 13 قصيدة بعنوان "البامية الملوكي والقرع السلطاني" وفيها ما يفيد أن وريث العرش الجديد –وهو الملك فاروق- وُلد بعد أربعة أشهر فقط من الزواج!

وعلى إثر هذه القصيدة أمر السلطان بإغلاق الصحيفة فورًا، فأصدر بيرم جريدة أخرى سماها "الخازوق"، وواصل هجومه فيها على الأسرة المالكة، لدرجة أن السلطان اتصل بالقنصلية الفرنسية -التي كانت تتدخل في شئون مصر بزعم حمايتها للأجانب، وبما أن أصل بيرم (أبو الجد) غير مصري؛ يكون بيرم تحت الحماية الفرنسية- لترحله فورًا إلى بلده تونس.

وفعلاً يتم طرد بيرم في 25 أغسطس 1920 ولا يُسمح له حتى بوداع أهله، وكان عمره وقتها سبعة وعشرين عامًا!.

  1. كان فؤاد فقيراً قبل أن يتولى العرش وقد شبهه بشحاذ يشحذ زيتوناً من البقال