قراءة فى صفحة الإنقلاب قبل طيها، مقال

قراءة فى صفحة الإنقلاب قبل طيها

24 07 2013 45042597390 857713.jpg


للكاتب: د.مجدي قرقر


لا أدرى أى المقولتين صحيح؟ أم ترى كلاهما صحيح؟ هذا أعجب شعب يتم الانقلاب على إرادته فيثور بعدها بساعات، وهذا أعجب قائد عسكرى ينقلب على الشرعية فلا يهنأ بالسلطة لساعات.

ظن القائد العام للانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى ومن خلفه "الأستاذ" مستشاره فى التآمر محمد حسنين هيكل الذى خطط معه بنفس عقليته وأدواته فى الخمسينات -قبل أن يولد السيسى- التى شارك فيها فى الانقلاب على مصدق 1951 وفى انقلاب "عبد الناصر" على "نجيب" فى مارس 1954.

لم يدر الفريق ولا الأستاذ أن الزمان ليس كالزمان وأن الأدوات ليست كالأدوات، فارق كبير بين البالوظة التى كانت تطبع بها المنشورات وبين لوحة المفاتيح التى تكتب عليها فإذا بالملايين تقرأها قبل أن تتم كتابتها، فارق كبير بين الغراء الذى تلصق به الملصقات وبين البوسترات التى تزين الشاشات واللافتات. ألم يدريان -هيكل والسيسى- أن شعب ليس كشعب مصر لا فى العدد ولا فى الكفاءة فلقد خاض ثورات وحقق انتصارات وواجه انقلابات وهزائم فى زمن قصير بمقياس التاريخ.


>> هذا أعجب شعب يتم الانقلاب على إرادته فيثور بعدها بساعات، وهذا أعجب قائد عسكرى ينقلب على الشرعية فلا يهنأ بالسلطة لساعات

>>هيكل، البرادعى،"السيسى، وغيرهم كثر صنعوا أجاكس 2

>>يا قيادة الانقلاب من العواجيز: فارق كبير بين البالوظة وبين لوحة المفاتيح وبين الغراء والملصقات وبين البوسترات التى تزين الشاشات واللافتات

>>الحمد لله أن البرادعى بذل جهودا مضنية لإقناع الغرب باستخدام القوة فقط للإطاحة بمرسى، ولم يقنعهم باستخدام السلاح النووى وفقا لخلفيته المهنية

>>ما أشبه الانقلابين: العمل على تردى مستويات معيشة الإيرانيين كان المدخل للانقلاب على مصدق ليعود بعده الشاه ليتربع على عرش الطاووس بدعم أمريكى إنجليزي

>>إلى المزورين: أحداث 30 يونيه تفتقد الاستدامة إذ استمرت لبضع ساعات وبأعداد مشكوك فى صحتها فكيف تصفونها بالثورة

>>طائرات القوات الجوية صورت التظاهرات والمخرج خالد يوسف قام بعمل الخدع السينمائية اللازمة ليسحر أعين الناس

>>نزول مئات الآلاف من المعارضين لمرسى كان مطلبا للغرب حتى يمكن التدخل وراجعوا تصريحات محمد أبو حامد وعماد جاد

>>من الذى دفع فاتورة الطائرات التى قامت بالتصوير؟ ومن الذى دفع أتعاب خالد يوسف وفريقه المعاون؟ وكيف نضمن عدم استخدامه للأفلام فى أعمال خاصة

>>هل أقمار جوجل إيرث يصيبها العطب عندما تعلوا الميادين الرافضة للانقلاب؟ أم أن قادة الانقلاب لا يقرءون إلا الصور التى تخدم أهدافهم؟

>>إذا كان أساتذة السياسة قد نسوا ما تعلموه وما يعلمونه فى الفرق بين الثورة والانقلاب فلينزلوا إلى ميدان التحرير ليروا من الذى ترفع صوره فى الميدان الفريق السيسى أم المستشار عدلى منصور

>>إذا مر الانقلاب وانكسرت إرادة الشعب فستصبح إرادة القائد العام للقوات المسلحة أعلى من إرادة الشعب

>>سؤال غير برىء لقائد عام الانقلاب: إذا كنت قد استجبت للشعب وإذا كانت القوات المسلحة تؤيدك فلماذا سجلت خطابك بدون حضور؟ ولماذا قام المزورون بتركيب صور لقيادات القوات المسلحة وهى تصفق البالوظة والغراء توارت لصالح لوحة المفاتيح والبوسترات

وقبل أن نعرض لانقلابى نوضح للشباب أن البالوظة التى ذكرت فى صدر المقال هى نوع من أنواع الحلويات (مهلبية وفوقها طبقة من عصير البرتقال المضافة إليه النشا) وكانت حلوى شامية قديمة. وكانت تستخدم فى الطباعة على ورق الجيلاتين لطباعة المنشورات أو المطبوعات والصحف المدرسية

أما الغراء فكانت تستخدم فى لصق الملصقات على الحوائط وأحيانا كانت تستخدم النشاء، وقبل أن يستكمل المتظاهر أو الرافض لصق الملصق يكون البوليس قد ألقى القبض عليه!!!. هل يوجد من يتخيل أن هذا الأسلوب القديم والعتيد مازال ساريا فى الطباعة واللصق؟! لقد كان هذا عام 1953 ولكننا الآن فى عام 2013، ستون عاما مرت، لم يعد هناك بالوظة فلقد استبدلت بلوحة مفاتيح الحاسب الآلى التى بعد أن تنتهى من كتابتها بثوانى تكون الملايين قد قرأتها، ولم يعد هناك غراء أو نشا فلقد استبدلت بالبوسترات الجميلة زاهية الألوان حادة الكلمات لتزين شاشات الكمبيوتر وشاشات عرض الميادين. ومن هنا فوجئ نظام مبارك بثورة الفيس بوك التى أسقطت رأسه، ولكن مازالت دولة مبارك كما هى وتفكر بنفس العقلية. هيكل من الانقلاب على مصدق 1953 والانقلاب على مرسى 2013

كتب السيد/ محمد صادق الحسينى على بوابة قناة العالم يوم الأحد 27 يناير 2013 تحت عنوان "أجاكس ٢ المصرى.. محاكاة الانقلاب على مصدق!" أشار فيه إلى أن "كل التقارير السرية المتناقلة بين مطابخ صناعة القرار الإقليمى والدولى التى تتحدث عما يحصل مع مصر الثورة فى كل محافظاتها وشوارعها الرئيسية فى ذكراها الثانية انما تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان هناك ثمة خطة أمريكية إسرائيلية خليجية أشبه ما تكون بخطة "أجاكس" الشهيرة التى نظمتها المخابرات الامريكية بالتعاون مع المخابرات البريطانية والتى نجحت يومها فى إعادة الشاه الايرانى الفار فى خمسينات القرن الماضى على أنقاض حكومة مصدق الإيرانية الوطنية بهدف منع اقامة مشروعية ثورية شعبية على حساب التبعية للأجنبى!" والدكتور محمد مصدق هو رئيس وزراء إيراني أسبق شغل المنصب فى الفترة بين عامى 1951-1953، ويعتبر مصدق بطلا قوميا إيرانيا لرفضه الإمبريالية الغربية وقيامه بتأميم النفط إبان تسلمه الرئاسة، كما قام بخلع الشاه إلا أنه سرعان ما أعيد الشاه بعملية أمريكية بريطانية مشتركة سميت بعملية أجاكس، أعتقل محمد مصدق بعدها وسجن لمدة ثلاث سنوات وأطلق سراحه بعدها إلا أنه استمر رهن الإقامة الجبرية حتى وفاته فى عام 1967.

بعد انتخاب البرلمان الإيرانى لمصدق بأغلبية مطلقة وبعد يومين فقط من استلامه السلطة قام بتأميم النفط الإيراني. تحالف رئيس الوزراء الليبرالى والتحديثى مصدق مع كتل اليسار السياسى مثل حزب توده الشيوعي، ليوازن ضغوطات الشاه من الداخل وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية من الخارج. وكانت إصلاحات مصدق الديمقراطية والاشتراكية تضرب فى الأساس الشمولى لحكم الشاه، كما أن تأميمه للنفط الإيرانى مثل ضربة كبيرة لمصالح إنجلترا وواشنطن. وبالرغم من الشعبية الطاغية التى كانت لمصدق بين الإيرانيين من الطبقات والشرائح الدنيا والمتوسطة تحديدا، فقد ناصبته طبقة الملاك المتحالفة مع المؤسسة الدينية، العداء بسبب إعلانه عن وضع خطة للإصلاح الزراعى وتحديد الملكية الزراعية.

ادعت بريطانيا على مصدق أمام محكمة العدل الدولية بزعم انتهاك حقوقها النفطية، فسافر مصدق إلى مقر المحكمة فى لاهاى مترافعا عن حقوق بلاده النفطية ووصف بريطانيا بأنها "دولة امبريالية تسرق أقوات الإيرانيين المحتاجين". عاد مصدق إلى بلاده مارا فى طريق عودته بالقاهرة؛ فاستقبله مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصرى آنذاك بالزينات وأقواس النصر، ورحبت به الجماهير المصرية ترحيبا حارا على طول الطريق الممتد من المطار إلى فندق شبرد فى وسط العاصمة حيث أقام.

كانت الفكرة الرئيسية لبرنامج مصدق السياسى هى أن يستفيد الإيرانيون من عوائد نفطهم، ولذلك قام بتأميم شركة النفط الأنكلو إيرانية شركة بريتيش پتروليوم الشهيرة حاليا، فقامت إنكلترا بقيادة حصار دولى على النفط الإيرانى بدعوى أن إيران انتهكت الحقوق القانونية للشركة التى تملك لندن الشطر الأعظم من أسهمها. وأسهم هذا الحصار فى تردى مستويات المعيشة للإيرانيين، وشكل المدخل الذى عاد منه الشاه بعد الانقلاب على مصدق ليتربع على عرش الطاووس مجددا بالدعم الأمريكى والإنجليزى. وقع الانقلاب على مصدق يوم 19 أغسطس 1953، بعد أن احتدم الصراع مع الشاه فى بداية الشهر، فهرب الشاه إلى إيطاليا عبر العراق وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق. والثانى يعين الجنرال فضل الله زاهدى محله. فقام زاهدى فى التاسع عشر من أغسطس 1953 بقصف منزل مصدق وسط مدينة طهران؛ فى حين قام كرميت روزڤلت ضابط الاستخبارات الأمريكى والقائد الفعلى للانقلاب الذى أطلقت المخابرات المركزية الأميركية عليه اسما سريا هو العملية أجاكس، بإخراج "تظاهرات معادية" لمصدق فى وسائل الإعلام الإيرانية والدولية. كما أوعز روزفلت إلى كبير زعران طهران وقتذاك شعبان جعفرى بالسيطرة على الشارع، وإطلاق الهتافات الرخيصة التى تحط من هيبة الدكتور مصدق؛ بالتوازى مع اغتيال القيادات التاريخية للجبهة الوطنية التى شكلها مثل الدكتور حسين فاطمى الذى اغتيل بالشارع فى رائعة النهار. ولقد أشار الأستاذ محمد جمال عرفة -فى مقاله بجريدة الشعب الإلكترونية بتاريخ 21 يوليو- إلى أن صحيفة "وول ستريت جورنال "الأمريكية أكدت فى تقرير مطول عن أسرار الإطاحة بالرئيس مرسى يوم 12 يوليو، قالت فيه إن الشهور التى سبقت إطاحة الجيش بمرسى، شهدت -حسب الصحيفة- مقابلات منتظمة بين قادة الجيش وقادة الإنقاذ ومنهم البرادعى وموسى بنادى القوات البحرية على النيل، وإن الرسائل التى كانت تدور داخل تلك الاجتماعات كانت تتلخص فى إنه إذا استطاعت المعارضة حشد الكم الكافى من المتظاهرين بالشارع فإن الجيش يمكنه أن يتدخل لإقالة الرئيس، وهو بالمناسبة نفس ما قاله البرادعى عن الموقف الأمريكى أيضا لو حدث هذا الحشد ضد مرسى!!.

وأضيف هنا "وهو ذاته البرادعى الذى قال: لقد بذلت جهودا مضنية لإقناع الغرب باستخدام القوة للإطاحة بمرسى، والحمد لله أنه لم يقنعهم باستخدام السلاح النووى وفقا لخلفيته كمدير لوكالة الطاقة الذرية". ويتساءل جمال عرفة: "ولكن تأكيد هذه المصادر أن الوسطاء لم يكونوا "طرفا" واحدا وإنما "أطراف" بحسب تقرير واشنطن بوست جعلنى أتساءل: من أيضا (بخلاف البرادعى) اتصل به السيسى؟!، حتى أدركت أنه (فيلسوف النكسة).. حسنين هيكل، كما أشار لهذا عصام سلطان".

ويضيف عرفة: "المهم فى القصة هنا هو دور البرادعى وهيكل فى توجيه النصائح للفريق السيسى.. فالأول (البرادعى) لديه رؤية أمريكية فاسدة لم يتورع عن إعلانها منذ 18/4/2011 تستهدف تغيير عقيدة الجيش المصرى من "حماية الوطن من الأعداء" (إسرائيل هى العدو الأول) إلى "القدرة على مواجهة الحروب الأهلية".. أى كما يحدث فى العراق مثلا أو سوريا كى تقام الأفراح والليالى الملاح فى تل أبيب احتفالا بتورط الجيش المصرى.. آخر جيش عربى قوى.. فى الشأن الداخلى! أما الثانى (هيكل) فرؤيته وتأثيره أخطر.. فعندما تم الكشف فى فبراير الماضى 2013 عن لقاء استغرق أربع ساعات بين السيسى ومحمد حسنين هيكل، قيل إنه لمناقشة (حالة الاستقطاب الحادة الحالية بين القوى السياسية وانعكاسها الجيش)، تم الكشف سهوا أن هذا اللقاء "يأتى فى سياق اتصالات يحرص السيسى على إجرائها مع «الأستاذ» على فترات متقطعة، وتأتى من باب الاستماع إلى نصائح «الأستاذ!!.». هنا لا يجب أن ننسى أن فيلسوف النكسة كان غاضبا من تحويل نظام مرسى ابنه رجل الأعمال (حسن هيكل) إلى النيابة والتحقيق معه بتهمة التلاعب بالبورصة مع أبناء مبارك فى القضية التى كان يحقق فيها النائب العام الشريف "طلعت عبد الله" ومنع بموجبها فى مارس الماضى 23 رجل أعمال من التصرف فى أموالهم منهم نجل هيكل، التى لا أحد يعرف مصيرها الآن بعدما أصبحوا -بعد الانقلاب وعودة نظام مبارك بالكامل- يطلقون سراح كل من اتهمهم النائب السابق بالفساد والتخريب، ويعتقلون الشرفاء بتهم مضحكة ويستصدرون لهم أيضا قرارات بمصادرة أموالهم.!" انتهى كلام محمد جمال عرفة. ولقد اتهم الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بالمشاركة فى تدبير "انقلاب العسكر الدموى الفاشى". وقال العريان، فى تعليق على صفحته على فيس بوك: "إن العنصر المشترك الوحيد هو الصحفى الذى كان عام 1951 فى بداية حياته الصحفية والمخابراتية فكتب (إيران فوق بركان)، وشارك اليوم فى التمهيد والتخطيط للانقلاب العسكرى الدموى الفاشى". ومن يتشكك يراجع حوار هيكل مع لميس الحديدى، ومن يتشكك يبحث فى أى معسكر يقف تلامذة هيكل وماذا يرددون. وكما ذكرنا فى مقال سابق: التاريخ يعيد نفسه، ففى مارس 54 انقلب عبد الناصر على شرعية محمد نجيب، وخرج الشعب يهدف بسقوط الديمقراطية، ما وجه الشبه بين نجيب ومرسى؟ وكيف نجح الإخوان بأدائهم الضعيف فى تضييع شعبية التيار الإسلامى وتضييع المشروع بالتبعية؟ لا ننكر بالقطع الدور المتآمر الذى قامت به دولة مبارك وتآمر المتآمرين من بعض المعارضين! ثورة فوتو شوب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الثورة تعنى الاستدامة

ويبلغ التزوير مداه فى خطاب الدقائق الثمانية الذى تلاه السيد المستشار الرئيس المؤقت المعين من قبل رئيس الانقلاب الفريق أول السيسى عندما وصف أحداث 30 يونيه بالثورة، وهذا تزوير لإرادة الشعب الذين ادعوا أنهم انتفضوا لنصرته، أحداث 30 يونيه تفتقد الاستدامة، إذ استمرت لبضع ساعات، فهل سمع أحد منكم عن ثورة استمرت لساعات؟! ثورة 1919 استمرت شهورا، وثورة 25 يناير استمرت ثمانية عشر يوما، وهكذا كل ثورات العالم!!


وليست النائحة كالثكلى

ولقد ادعوا أن 33 مليونا من أبناء الشعب نزلوا يوم 30 يونيه، وخدع الناس وصدقوا سحر السحرة، فلقد أخرج السيسى من وراء ظهر قائده الأعلى طائرات القوات الجوية لتصور التظاهرات بإشراف المخرج خالد يوسف، الذى قام بالخدع السينمائية اللازمة ليسحر أعين الناس. {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِى وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِى تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ} [الأعراف: 114-116]. وهنا نسأل سؤالا غير برىء، من الذى دفع فاتورة طلوع الطائرات وقيامها بالتصوير وهبوطها؟ ومن الذى دفع أتعاب خالد يوسف وفريقه المعاون؟ وكيف ستضمن القيادة العامة للقوات المسلحة عدم استخدام خالد يوسف لهذه الأفلام فى أعمال خاصة؟

إن خروج الجماهير لم يكن هو الفاعل للأحداث، ولكنها كانت أداة طلبها قائد الانقلاب وطلبها الغرب، ليس الأسبوع الماضى أو الشهر الماضى ولكن منذ مجىء الدكتور مرسى، وراجعوا تصريحات محمد أبو حامد وما طلبه الغرب منه لدعمه، وراجعوا تصريحات د. عماد جاد بعد لقاء بعض قيادات الإنقاذ للسفيرة الأمريكية. وبغض النظر عن الصور الجوية أو صور جوجل إيرث فإن الأعداد التى انتصر لها الفريق السيسى مشكوك فى صحتها، بل إن هناك أفلاما متداولة بأنه قد تم الاستعانة بمجندين فى التظاهرات بعد أن ألبسوهم ملابس مدنية لتعظيم الأعداد. كما قلتا من قبل خرائط جوجل إيرث لا تصلح لقياس رأى الشعب، صناديق الانتخاب هى الآلية المعترف بها، وإذا أصر البعض على جوجل، فليضعوا خرائط 30 يونيه بجوار خرائط 5 يوليو وخرائط 12 يوليو مع التأكيد على ما قلناه عاليه؛ وهو أن الثورة تعنى الديمومة أما تظاهرات الخمس ساعات فهى تظاهرات "فزتز شوب" إضافة إلى أنها تظاهرات هوم دليفرى. وهذا سؤال نهديه لجوجل إيرث، واللى بيعرف يقرأ جوجل إيرث، واللى بياخد قراراته وبيتحكم فى مصير أمة بحجم مصر بناء على جوجل إيرث: أين الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى ينتصر للشعب؟ ولا نضارة جوجل إيرث ضاعت منه؟ ولا أقمار جوجل إيرث يصيبها العطب عندما تعلوا الميادين الرافضة للانقلاب

ثورة أم انقلاب؟

ونعيدها مرة أخرى: لقد بلغ التزوير مداه فى خطاب الدقائق الثمانية الذى تلاه السيد المستشار الرئيس المؤقت المعين من قبل رئيس الانقلاب الفريق أول السيسى عندما وصف أحداث 30 يونيه بالثورة، ويسير فى الركب إعلام الفلول واللصوص وقيادات الإنقاذ وتمرد، وهذا وإن قبل من الجميع إلا أنه لا يجوز من أساتذة السياسة الذين يعلمون الفروق الجوهرية والدقيقة بين الانقلاب والثورة، وإذا كانوا قد نسوا ما تعلموه وما يعلمونه فلينزلوا إلى ميدان التحرير ليروا من الذى ترفع صوره فى الميدان الفريق السيسى أم المستشار عدلى منصور الذى لم يعرف عنه أنه أبدى رأيا فى أمر سياسى يوما ما؟ أجيبونى إذا كنتم صادقين مع أنفسكم من الذى يصنع القرار ومن الذى يتخذه؟ وكما قال الكاتب الصحفى البريطانى روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة الإندبندنت الخميس 4 يوليو: "لأول مرة فى التاريخ: وكأن الانقلاب العسكرى ليس انقلابا عسكريا". وتعجب فيسك من أنه على الرغم من أن ""الجيش استولى على السلطة وأزاح وسجن رئيسا منتخبا، وعطل الدستور وقبض على مشتبه فيهم عاديين، وأغلق قنوات تليفزيونية، ونشر مدرعاته فى شوارع العاصمة"" إلا أن كلمة ""انقلاب"" لم -ولا يستطيع- يتفوه بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أو فاقد الأمل أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون، ملفتا النظر إلى أن ما جرى أصبح أول حشد من الناس فى العالم يطالب بانقلاب؟!!!!!! أبعد كل هذا تصفونها بالثورة؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ما لكم تتنكرون لشعاراتكم التى صدعتم رءوسنا بها؟

كسر انقلاب لماذا؟

الشعب يكسر الانقلاب، إنها ثورة حقيقية، ثورة شعب يرفض الانقلاب ومصر على كسره؛ لأن الانقلاب لو مر لا قدر الله فسيستمرئ هذا أى قائد عام للقوات المسلحة، فإذا جاءت نتائج الانتخابات التشريعية أو الرئاسية على غير هواه فإنه لا مانع من تكرار التجربة، فإرادته أكبر من إرادة الشعب. هل يقبل شعب مصر أن تكسر إرادته لمجرد أن الفريق السيسى أخطأ التقدير وقام بانقلاب؟ إذا مر الانقلاب وانكسرت إرادة الشعب فستكسر دائما وستصبح إرادة القائد العام للقوات المسلحة أعلا من إرادة الشعب. معا نكسر الانقلاب سؤال غير برىء لقائد عام الانقلاب -قائد عام القوات المسلحة- إذا كنت قد استجبت للشعب، وإذا كانت القوات المسلحة تؤيدك، فلماذا سجلت خطابك دون حضور؟ ولماذا قام المزورون بتركيب صور لقيادات القوات المسلحة وهى تصفق لخطابك جلوسا ووقوفا؟ السيد القائد العام............. شباب مصر التكنولوجى يستطيع أن يميز بين الحقيقة والتزييف، فلا تحسب أننا شعب من البلهاء!!!!، وإذا كان المزورون الفاشلون قد زوروا صور مظاهرات وأفلام لخطابات فهل نأمن لهم فى إدارة انتخابات؟ ويل للمطففين المزورين، ويل للمطففين المزورين. يا رياح الانقلاب هبى اعتقال الشيخ إبراهيم خضر -عضو الأمانة العامة بحزب العمل- من داخل مسجد الفتح فى أثناء أحداث رمسيس، وهو الآن ومعه المئات من مؤيدى الشرعية ورافضى الانقلاب العسكرى داخل معسكر الدراسة للأمن المركزى.

يا رياح الانقلاب هبى  :: هبى آن لك أن تهبى

هبى فى أى مكان دفعوا بك كى تهبى  ::هبى فإنك حتما ستنكسرى

فى أى مكان تهبين فيه سيكسرك الشعب::فعمرك قصير وذنبك كبير أنت ومن دفع بك

مصيرك فى النهاية فى مزبلة التاريخ

22 يوليو 2013