بِشرِ بنِ مَروانَ

بِشرِ بنِ مَروانَ، هي قصيدة من تأليف الفرزدق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

لَولا يَدا بِشرِ بنِ مَروانَ لَم أُبَل
 
تَكَثُّرَ غَيظٍ في فُؤادِ المُهَلَّبِ
فَإِن تُغلِقِ الأَبوابَ دوني وَتَحتَجِب
 
فَما لِيَ مِن أُمٍّ بِغافٍ وَلا أَبِ
وَلَكِنَّ أَهلَ القَريَتَينِ عَشيرَتي
 
وَلَيسوا بَوادٍ مِن عُمانَ مُصَوِّبِ
غَطاريفُ مِن قَيسٍ مَتى أَدعُ فيهُمِ
 
وَخِندَفَ يَأتوا لِلصَريخِ المُثَوِّبِ
وَلَمّا رَأَيتُ الأَزدَ تَهفو لَحاهُم
 
حَوالَي مَزَونِيٍّ لَئيمِ المُرَكَّبِ
مُقَلَّدَةً بَعدَ القُلوسِ أَعِنَّةً
 
عَجِبتُ وَمَن يَسمَع بِذَلِكَ يَعجَبِ
تَغُمُّ أُنوفاً لَم تَكُن عَرَبِيَّةً
 
لَحى نَبَطٍ أَفواهُها لَم تُعَرَّبِ
فَكَيفَ وَلَم يَأتوا بِمَكَّةَ مَنسِكاً
 
وَلَم يَعبُدوا الأَوثانَ عِندَ المُحَصِّبِ
وَلَم يَدعُ داعٍ يا صَباحاً فَيَركَبوا
 
إِلى الرَوعِ إِلّا في السَفينِ المُضَبَّبِ
وَما وُجِعَت أَزدِيَّةٌ مِن خِتانَةٍ
 
وَلا شَرِبَت في جِلدِ حَوبٍ مُعَلَّبِ
وَما اِنتابَها القُنّاصُ بِالبَيضِ وَالجَنا
 
وَلا أَكَلَت فَوزَ المَنيحِ المُعَقَّبِ
وَلا سَمَكَت عَنها سَماءً وَليدَةٌ
 
مَظَلَّةُ أَعرابِيَّةٍ فَوقَ أَسقُبِ
وَلا أَوقَدَت ناراً لِيَعشُوَ مُدلِجٌ
 
إِلَيها وَلَم يُسمَع لَها صَوتُ أَكلُبِ
وَلا نَثَرَ الجاني ثِباناً أَمامَها
 
وَلا اِنتَقَلَت مِن رَهبَةٍ سَيلَ مِذنَبِ


أوصي تَميماً إِن قُضاعَةَ ساقَها
 
قَوا الغَيثِ مِن دارٍ بُدومَةَ أَو جَدبِ
إِذا اِنتَجَعَت كَلبٌ عَليكُم فَمَكِّنوا
 
لَها الدارَ مِن سَهلِ المُباءَةِ وَالشَربِ
فَإِنَّهُمُ الأَحلافُ وَالغَيثُ مَرَّةً
 
يَكونُ بِشَرقٍ مِن بِلادٍ وَمِن غَربِ
أَشَدُّ حِبالٍ بَينَ حَيَّينِ مِرَّةً
 
حِبالٌ أُمِرَّت مِن تَميمٍ وَمِن كَلبِ
وَلَيسَ قُضاعِيٌّ لَدَينا بِخائِفٍ
 
وَإِن أَصبَحَت تَغلي القُدورُ مِنَ الحَربِ
فَإِنَّ تَميماً لا يُجيرُ عَلَيهِمُ
 
عَزيزٌ وَلا صِنديدُ مَملَكَةٍ غُلبِ
هُمُ المُتَخَلّى أَن يُجارَ عَلَيهُمُ
 
إِذا اِستَعَرَت عَدوى المُعَبَّدَةِ الجُربِ
وَأَجسَمُ مِن عادٍ جُسومُ رِجالُهُم
 
وَأَكثَرُ إِن عُدّوا عَديدَ مِنَ التُربِ
مَصاليتُ عِندَ الرَوعِ في كُلِّ مَوطِنٍ
 
إِذا شَخِصَت نَفسُ الجَبانُ مِنَ الرُعبِ