اوشير ايلوي

اوشير ايلوي رحالة في عمان

بقلم : محمد همام فكري

mhammamf@gmail.com

ولد عالم النبات والرحالة الفرنسي ريمي مارتن اوشير ايلوي Remi Martin Aucher - Eloy في يوم 2 أكتوبر من عام 1793 م في مدينة بلويز Blois وبعد أن أتم دراسة الصيدلة وعلم النبات التحق للعمل بالمستشفى الملكي بباريس ، إلا أنه لم يستمر فيها طويلاً لاسباب غير معروفة ، فعاد ثانية إلى مسقط رأسه في بلويز ليبدأ حياته الجديدة مع شريكة حياته بعد أن قام بشراء مكتبة صغيرة ألحق بها ماكينات طباعة جديدة اشتراها من باريس ، وكان أمله أن يكون هذا المشروع سببا في الأستقرار والنجاح ، لكنه ولسوء حظه بلي بخسائر فادحة على الرغم من قيامه بشراء ماكينات طباعة جديدة من باريس عام1826. وبعد عدة محاولات لانقاذ المطبعة لم يجد بداً من أن يتخلى عن مشروع المطبعه ليتجه إلى ممارسة مهنة جامع أعشاب طبية ، وهي المهنة التي بدأت تستقطب العديد من المغامرين ، لتزويد الأطباء والمستشفيات الهيئات البحثية والعلمية بعينات من الأعشاب البرية بقصد العلاج أو البحث العلمي . هاجر مصطحبا أسرته إلى روسيا ليبدأ سلسلة من المغامرات والاحباطات ايضا ، فقد خيل إليه ان الحكومة الروسية ستوفده في بعثة استكشافية إلى القوقاز ، وعندما طالت فترة انتظاره للقيام بالمهمة ، عمل في وظيفة سكرتير الأمير والدبوسكي Waldboski في بطرسبرج ، ولكن المفاوضات معه بائت بالفشل، فعرضت عليه الجمعية العلمية في بطرسبرج أن يذهب إلى بكين في مهمة علمية ولكن عدم ثقة الحكومة الروسية به أدى إلى إخفاق المشروع وأصابته بالاحباط ، وفي هذه الأثناء أتيح له أن يلتقي مع السفير التركي في بطرسبرج الذي كان قد طلب من بعض الهيئات العلمية في فرنسا أن تقدم له رجلا قادرا على إنشاء مطبعه وجمعية للعلوم وصحيفة تصدر بالتركية والفرنسية ، فعرض الأمر عل إيلوي الذي وافق على الفور متوجها إلي الشرق بحماسة جديدة مصطحباً زوجته وابنته . ولكن المشروع الذي حلم أن يحققه في مسقط رأسه لم يتحقق أيضاً في تركيا لظروف غير معروفة مما أصابه بخيبة أمل ثانية . عندئذ وطد العزم على القيام برحلة جديدة، بمفرده وعلى نفقته الخاصة في بلدان الشرق الأوسط ، ولم يثنه عن عزمه أي شيء طوال ثماني سنوات طاف فيها بلدان عديدة يجمع النباتات البرية ويصنفها ويكتب بياناتها العلمية، ليشكل من حصيلة ما جمعه مجموعة نموذجية لنباتات الشرق لم يقدم مثلها غيره للمعشببة الوطنية في باريس . الهدف من الرحلة : كان هدف ايلوي من هذه الرحلة هو جمع العينات النباتية والحيوانية ، ليبيعها للباحثين، بقصد الحصول على المال للتعيش هو وأسرته ، فضلاً على معرفة الأماكن التي كان يرتادها وهو ما يدخل في توجهه بشكل عام نحو المغامرة وارتياد المجهول، والذي يتتبع رحلة ايلوي في بلدان الشرق يدرك إلى أي مدى سعى هذا العالم أن يجمع أكبر قدر ممكن من العينات النباتية التي تنتشر في هذه البقاع ، وعلماء النبات والصيدلة يدركون مقدار ما أسداه هذا العالم من خدمة جليلة لعلمي النبات والصيدلة ، فقد وفر لهم دائرة من المعارف النباتية ما انفكوا يشتغلون عليها حتى الآن . خط سير الرحلة في الشرق: ( مصر - سيناء - فلسطين - سوريا - قبرص - ازمير - رودس - آسيا الصغرى - أرمينية - سوريا - بلاد فارس - اليونان - تركيا ) في الفترة من عام 1830- 1836 تجول ايلوي في بلاد عديدة في الشرق فقد قام برحلة تاريخية زار فيها كل من مصر وسيناء وفلسطين وسوريا وقبرص ثم أزمير ورودس وآسيا الصغرى ، ثم أرمينية ، وسورية ، وبلاد فارس ، وفي عام 1837 قام إيلوي برحلة جديدة في بلاد اليونان عاد منها إلى القسم الأوروبي من تركية ، وقد نجح في إرسال أثنى عشر ألفاً ومائة وأحد عشر نوعاً(عينة) من النباتات إلى متحف العلوم الطبيعية في باريس ، وهي أكبر مجموعة تم جمعها من بلاد الشرق الأوسط في هذا الوقت . ولقد وجد دعما مالياً لهذه الرحلة من صديقه المستشرق جوستاف كوكبرت دي مونتبريت Gustave Coquebert de Monthbret الذي صحبه في العديد من الرحلات حتى وفاته محموما في طهرانعندما كانا يستعدان لإعداد كتابهم المشترك للطبع ، ولقد حزن كقيرا لفقد هذا العالم الذي كان يثق في علمه ويشجعه على اتمام مشروعه العلمي لمسح نباتات الشرق الأوسط ، فتوجه ايلوي وحيدا منكسرا إلى بلاد الأناضول ، ثم نزل منها باتجاه بلاد الفرس ولورستان ومنها الى بندر عباس ، وغايته ارتياد جنوب الجزيرة العربية - عمان .وكان خط سير الرحلة في عمان كما يلي : ( صحار - مسقط - طريق نخل - نزوى - جبرين - ممر ازكي - وادي سمايل - مسقط ) ابحر إيلوي من بندر عباس عبر الخليج عن طريق صحار إلى أن وصل إلى عمان في 8 مارس من عام 1838 ، وفي طريقهم دهمتهم عاصفة عنيفة أثناء ابحارهم، فتأملها بثبات ورباطة جأش وكتب يقول : «لم أتمالك نفسي من أن أعجب بالمشهد المروع البديع الذي قدمه لي البحر ، فقد بدا البحر بفعل خاص من الوميض الفسفوري الذي تتميز به المناطق الاستوائية ، كأنه ملتهب ، وكانت كل هبة ريح تقذف بنا وسط جبال سيارة من اللهب الدائم التجدد تهدد بابتلاعنا في كل لحظة » نجت السفينة من الغرق ، ووصلت اخيراً إلى صحار ، وتابع ايلوي طريقه بحراً إلى مسقط لمقابلة المسؤولين وشرح لهم هدفه من الرحلة وان النباتات التي سيجمعها ستغضع لدراسات علمية وصيدلانية لاكتشاف المواد الفعالة فيها وهو ما قد يعود عليهم وعلى البشر جميعا بالخير ، فوافقوا على الاقتراح وتم منحه رسائل توصية الى الشيوخ المحليين في المناطق التي سيرتادها ليسهلوا له مهمته كما قدم المعتمد الانكليزي في مسقط بعض المساعدة، وفي هذه الأثناء تمكن إيلوي من الأتفاق مع رجلين مدربين لمرافقته في الرحله أحدهما حارس والآخر دليل . فقد كان إيلوي عازم على بلوغ المنطقة التي يعتقد بأنها الأغنى بالنباتات، وهي المنطقة من مسقط إلى وادي سمايل ونزوى والجبل الأخضر وفي مسقط أخذ ايلوي يعد العدة، بعد أن جمع المعلومات الأولية عن طبيعة الطريق واقام علاقة ودودة مع مرافقيه وسرعان ما اكتسب ثقتهم، ومن مسقط أنطلق عبر القرى والمزارع وبساتين الرمان واشجار فواكه المناطق المعتدلة كالجوز والتين والمشمش والكرز والعنب وغيرها ، إلى أن وصل إلى وادي سمايل الذي استمتع به أيما استمتاع ، وبعد ان اجتازه بلغ نزوى فلم ير غير الصخور الجرداء وقد بدت المدينة الصغيرة وسط مزارع قصب السكر والقطن واشجار النخيل ، والموز والرمان والليمون كواحة غناء . ولكن لظروف المناخ القاسية لم يسلم إيلوي من اصابته بالحمى، لكنه لم يمنح نفسه إلا فترة قصيرة من الراحة بعدها قام باستكمال رحلته بشغف محموم وذلك لجمع نباتات البساتين الكثيفة في نزوى ، فاصابته الحمى ثانية ، فعالجها بالحمية وذلك بالامتناع عن تناول الطعام ثلاثة ايام توجه في نهايتها عبر مزارع النخيل قاصداً ازكي وقد كتب يقول : «إن معظم البلاد هنا بما في ذلك منطقة الجبل ، محرقة وقاحلة ، ولكن الريف مروي بديع . ويسود العداء بين المزارعين والبدو الذين لا يكفون عن الإغارة على الأراضي المزروعة ، ولا يبقون على شيء لشدة كرههم للزراع ولكل ما يمت إليهم بصلة ... » ومن أزكى اتجه شطر مسقط متبعا الطريق العكسي الذي سلكه ولستد فأجتاز مناطق صحراوية شاسعة ، حتى بلغ وادياً تفيض مياهه في الرمال بعد أن تجرى مسيرة خمس ساعات ، وقد رأى البرسيم نابتاً تحت أشجار النخيل ، والقطن مزروعاً في مساحات واسعة ، بحيث يمكن رؤية مغازل للغزل وأنوال للحياكة في تلك البلاد ، وبعد أن يتوغل في تلك الأراضي لاحظ إختفاء النهر، وتبدو على التتابع المناطق الصحراوية والاراضي المزروعة ، وترك الوادي وسار في منطقة قاحلة متوجهاً إلى مدينة مطرح ، ولوعورة الطرقات وقسوة الصخور اهتريء حذاؤه واصبح غير صالح للانتعال ، فدميت قدماه واضطره التعب في اليوم التالي الى التوقف عن السير على بعد مسيرة ساعة من مطرح ، وعندما بلغ مسقط كانت قد انتابته حمى عنيفة ، وازدادت حالته سوءً ، فضلاً على أمواله فلم يكن لديه دراهم يدفعها للرجلين اللذين رافقاه وهكذا عبر هذا الطريق الوعر وفي تللك الظروف الصعبة للغاية ورغم المرض الذي تمكن منه أتم ايلوي جولته التاريخية سيراً على الأقدام الدامية جامعًا نحو مائتين وخمسين نوعاً من نباتات عمان، قام بارسالها الى متحف العلوم الطبيعية في باريس ، ليضيف إلى مجموعة نباتات الشرق مجموعة جديدة تخص عمان. وفي كتابه كتب يصف يومياته الرحلة قائلاً: يوم 14 مارس : غادرت مسقط مرة أخري متجها للمناطق الداخلية وكان برفقتي أحد جنود الامام ، وكانت أسلحتنا تتكون من بندقية قصيرة وسيف طويل مستقيم ودرع، وفي مطرح أخذت ثلاثة جمال لاستخدامها في رحلتنا إلي منطقة نخل وغادرناها في اليوم نفسه وبعد حوالي ساعة واحدة ، وصلنا الي قرية صغيرة بها قلعة ، وبعد مسيرة ساعة أخرى وصلنا الى الوطية Otaia وبعد ذلك إلى قرية روي Ruwi ثم انتهى بنا المطاف في الساحل ، ومشينا على أقدامنا لمدة ساعة أخرى وعندما دخل علينا المساء ، توقفنا بعدها لقضاء تلك الليلة في الغبرة Gobra وهي قرية صغيرة بيوتها عبارة عن أكواخ ، والمنطقة بأكملها تحصل على حاجتها من مياه الآبار التي تأتيها عن طريق الضخ المتواصل0 يوم 15 مارس : مازلنا نتتبع البحر وكنا نبعد عنه الى حد ما وسرنا لمدة خمسة ساعات تقريبا وتوقفنا لقضاء الليل بين قريتي كياس وخليل ذات الأكواخ وأشجار النخيل السامقة. يوم 16 مارس : غادرنا المنطقة الساحلية في حوالي الساعة الثالثة تماما ووصلنا الى ضفة النهر الذي يمر في مكان قريب للغاية من Elban في قرية السيب Sib التي هي بمثابة ميناء صغير ، وتوقفنا بالقرب من قرية تقع على ضفاف هذا النهر ، وبدا سكانها في حالة من الدهشة والهلع ، وهم يصرخون بصورة مفزعة وأخذوا يقرعون على أدوات مطابخهم لطرد أسراب الجراد التي كانت تحلق فوق رؤسهم مما أظلم الأرض ، وكان الخوف قد تملكهم تماماً خشية ان تحط هذه الاسراب في مزارعهم وهو ما سيؤدي إلى اتلاف محاصيلهم . وفي المساء غادرنا القرية وسرنا لمدة ثلاثة ساعات تقريبا ووصلنا الى قرية Khob الجميلة ، وكانت بها كميات وافرة من مياه الينابيع ومحاطة بالأشجار المثمرة ، وتتوفر فيها أشجار النخيل والمانجو على هيئة غابة جميلة . يوم 17 مارس : بعد أن قضينا أربعة ساعات في الصحراء ، توقفنا في منطقة الحيل الواقعة عند سفح الجبل للاستراحة قليلا لكننا آثرنا المبيت فيها وفي صباح اليوم التالي تابعنا السير . يوم 18 مارس : تتبعنا سفح الجبل وبعد حوالي 4 ساعات وصلنا الى قرية نخل الكبيرة التي تقع عند سفح جبل شيبه Shaiba، ولما كنت أحمل رسالة الى الشيخ ، فقد توجهت الى مدخل القلعة التي كان يقيم فيها ، وكانت منشأة على احدى التلال الواقعة عند سفح الجبل المشرف على المدينة ، وقد استقبلونا كما لو كانوا في حالة حرب ، وفتحوا الباب السفلي الصغير نصف فتحة وبرز لنا العديد من الجنود المسلحين بالرماح وقرأوا الرسالة وأخذوني بعد ذلك الى منزل صغير كان أكثر مايكون ملاءمة لتحلل نباتاتي ، وكانت القلعة تخضع لحراسة مشددة في المساء والحرس يتبادلون الصيحات في كل وقت ، ويبدو أن القرية كانت تتعرض لهجمات العرب المستقلين في أحيان كثيرة ، حيث أن الموقع كان يخضع لحراسة جيدة الى درجة أني شاهدت العديد من المواقع . علاوة على ذلك، فقد تلقيت أخباراً سيئة عن أحوال الطريق المار بالجبل الأخضر والذي كنت أود أن أزوره ، فقد قام بعض اللصوص بسرقة عدد من الجمال وقتلوا رجلين . فاضطررنا إلى البقاء هناك لعدة أيام لكي نتأكد من إمكانية مواصلتنا لرحلتنا، بعد أن يعود الأمن للطريق ، فقد كنت أرغب بشدة في زيارة جبل شيبه . وفي هذه الأثناء استطعت أن اتجول في المنطقة وأن أجمع بعض المعلومات ، الأرض هنا صالحة للزراعة وبها العديد من أشجار النخيل والموز والمانجو، كما تبين لي وجود شجرة ممتازة من نوع Niehburia ، وشجيرات جميلة مزهرة من نوع voqelai وكانت أوراقها مغطاة بمسحوق كالدقيق بدا كما لو أنه بثوراً ، لذا فقد اطلقت عليها اسم (Voqelai) وإذا ما أثمرت البذور التي أرسلتها إلى (حديقة البناتات) فأننا سنحصل على نبتة جميلة أعتقد بأنها ستكون من نوع Diclyptera ، والتي من المحتمل أن تصبح هي أيضاً اكتشافاً جديداً، أما نبات قصب السكر هنا فأنه لا ينتج منه أي سكر بل يُمص فقط . يوم 19 مارس : رحلتي الأولى إلى جبل شيبه كانت برفقة ثلاثة رجال، وقد جلبت معي عشرات النباتات الممتازة التي لم تكن معروفة لي، وأعتقد بأنها كانت جديدة عليّ (وربما في تلك المنطقة) لذا فأنني أكون بذلك قد وُجدت الشجرة التي كان عالم النبات الفرنسي أم . جــــوليات M. Guillemin قد نسب إليّ الفضل في اكتشافها واطلق اسمي عليها ، ألا وهي شجرة Jaubertia Aucherii . وعندما وصلت هناك ،كان الشيخ في فترة تغيب ، فالتقيت بشقيق الشيخ الذي تحدثت معه عن طبيعة مهمتي العلمية، ولقد وجدت منه كل تشجيع ، فقد عرض علي مساعدته إلى أبعد الحدود وأبلغني بأنه علم بأن هنالك طريقاً مأموناً غير الذي اردت أن أتبعه ، وطلب مني أن أسلك الطريق الجديد لأنه الأفضل ، وراجعت خارطتي التي اكتشفت فيها العديد من الأخطاء فقد كانت الأسماء مُحرّفة والأماكن الرئيسية بما فيها «نخل» كانت مغلقة، وفي ذلك السهل نفسه كانت هنالك قرى عديدة يمكن رؤيتها من نخل ، وهي المسلمات Musulmat والحافي Hafi وغيرهما وجميعها تحتوي على عدد كبير من أشجار النخيل والأراضي الصالحة للزراعة . وفاته : وفي عمان وبعد أن غدا منهوك القوى من جراء الحمى التي أصابته في نزوى وحار الناس في علاجه ، عني به المعتمد البريطاني في مسقط وقام بنقله إلى ظهر سفينة مبحرة إلى البصرة ، الا ان السفينة التي أقلته وعدداً من الحجاج المتجهين إلى كربلاء ، تعرضت لعاصفة عنيفة ، كادت أن تشطرها، فاضطر ملاحها إلى التوقف في بندر عباس، واعتقد ايلوي أنه قد استعاد من قواه ما يكفي لقيامه بارتياد أراضي بلوشستان التي بدت له نباتاتها مبشرة بخير كثير، ولكنه ما لبث ان أيقن بوجوب العودة إلى بيته في القسطنطينية ووصل الى شيراز في حالة أعياء شديد ثم تعافى قليلاً فقام بجولة جديدة متوغلا حتى اصفهان لجمع عينات نباتية ، لكن حالته تدهورت بسرعة ، وفي أحد الأديرة اسلم اوشر أيلوي روحه بهدوء لباريها في منطقة دجلفا Djulfa بالقرب من أصفهان وكان ذلك يوم 6 أكتوبر عام 1838 بعد رحلة لم تخل من المخاطر والبؤس والشقاء .. لكنه دخل التاريخ كأحد أهم علماء النبات الذين زاروا الشرق ورصدوا الحياة النباتية في البلدان التي زارها . آثاره : بالاضافة إلى ما جمعه من نباتات تقدر بأكثر من إثنى عشر آلفاً من النباتات جمعها من بلاد الشرق والمحفوظة حتى الآن في متحف العلوم الطبيعية بباريس ، والتي قام بتعريفها وتصنيفها بنفسه وأن يثبت البيانات عليها ، وقيامه بنشر معارفه العلمية المتعلقة بنباتات الشرق ويعتبر هوجارث ما جمعه إيلوي من نباتات ثروة قيمة « لقد اكتشف العالم الفرنسي ثروة من أنواع الحياة النباتية بنسب كبيرة ومنها أنواع نادرة » ، ولقد نشرت تفاصيل رحتله عام 1843 في كتاب تضمن يومياته في الشرق وقد أشرف على اصداره المستشرق الفرنسي الشهير الكونت أميدي جوبرت Count Amedee Jaubert تحت عنوان: Relations de voyages en Orient de 1830-1838, Paris , 1843 وهو يتضمن يوميات رحلاته في البلدان التي زارها وقد أعطى تفاصيل هامة عن الأحداث والمخاطر التي واجهته