ألسنا أهلَ الكهـْف !!؟؟

ألسنا أهلَ الكهـْف !!؟؟، للشاعر العراقي علاء الدين الأعرجي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

مضتْ القرونُ . . .

ونحن ُ نغفوْ داخلَ الكهـْفِ التليدْ

كنا نياما ً . . . ثم أيقظنـَا الضجيجْ


سِـرنا إلى باب ِ المدينةِ بارتياعْ

والكلب ينبحُ، في الطريق، بلا انقطاعْ

وتمرُ تلك المركباتُ، بلا خيولْ،

يجـُرها سحر عجيبْ

تجري كعصف ِ الريح ، أو تـَطوي الطريقْ


ومدى الفضاء ِ تـئـز ُ أطيارٌ عِـظأمٌ من حديدْ،

فكأنها سهمٌ يجلجلُ كالبــريقْ

والكل ُ يـنـْظـُر نحونا شَـزْرا ، كما لو أننا كـُنـَّا ضِـباعْ

والناسُ . . . لا ناسُ المدينةِ . . . ربما ضِعنا بأطرافِ البقاعْ

أو أنــها أضغــاثُ أحــلام ٍ ، فقد كنـَّا وما زلنا نيامْ


صحنا بأعلى صوتـِنا : " إنــَّـا جياعْ "


فتجمع الناسُ الذين تهافتوا من كل صوب ٍ


هددوا وتوعدوا . . . قالوا بأنـــّـا مجرمون . . مخربون من الرُعاعْ.


ليـتـنا كلاب


ما أرفعَ الإنسانَ في أرض ِالتمدُن ِ والرفاهْ

يـثور من ألم البهائم ِ والزواحف ِ والكلابْ

ويُـقيم للقـِطـَطِ المآتمَ والقبورْ

وينفق الأموالَ من أجل الحياةِ

بلا حسابْ


ما أروعَ الإنسانَ، في هذي البلادِْ

يثور " للراكون" * يـُسلـَخ ُ جـِلـْدُه

ويعـدُّ في صُنعِ الفراءْ،

للمترفات من النساءْ،

ضد الذين يتاجرون بذي الحياة ْ

ليسـتـزيدوا ثروة ً فوقَ الثراء ْ

لكنه لا يُـستـَثـارُ لقتل ِ ألف ٍ

بل وآلاف الألوف ِ من النفوس ِ الأبرياءْ

في أرضنا، ارضُ الجزيرة ِ والعراق ِ

وأرض ِ مهد ِ الأنبياءْ.

ويغضُ طرفَ العين ِ عن قتل ِ الوليد ِ

وأمه ِ عند المخاضْ.

ويدمرُ الآلافَ من سبل الحياة، بلا حياءْ

فيموت أطفالُ العراقْ ،

إما بنيران القذائف أو لفقدان ِ الرعاية ِ والغذاء.

  • * *

يا ليتهم كانوا كلابا ً أو شياهً أو ظباءْ ،

لتعالت الصرَخات في أرض الحضارةِ والضمير المستفيقِِ،

تطالبُ المسؤولَ عن هذي الدماءْ.


زيتونة ُ من صدر حبيبتي


حبيبتي . . .

ذهبية ٌ تسبحُ في بحر ِ الشفقْ

وتغطي فرعَهـَا الفتـَّان َ في شال ِ غمامهْ

وتداعبْ، شعرَها المنثورَ فوق الشط ِ، كفّ ُ الفجر في ظلِّ الغسقْ

  • *

يا خـِصرَها النحيلْ ، أضمُه ُ فينثـني الحياء ْ.

ألثمها بوله، أرشفها كخمرة مُعَتـَّـقه ْ ، فإنها عريقة ٌ مُشَوِّقه ْ


حبيبتي . . .

يا شعرَها المزروعََ بالزهورْ،

افترشت خِصْبَ الفراتين على شط العرب.

واحتضنت" أبا الخصيب" [1] باشتياق. والتحفت سعف نخيل "الفاو"،

يغفو فوق موج من عطورْ.


واقتطفتْ زيتونة ً من صدرِها البديعْ، وبلـَلـَتْـها بالقبلْ،

واستزرعتها بقعة ً في "الفاو" أغرقـَها النجيعْ 2.

وأمطرتها موجة ً من مَـدمع ِ الفـَخـَارْ .

فأضحتْ منارا ً لروح الشهيدْ ،

وإكليلَ مجد ٍ لشعب ِ العراقْ.


دعوة للعشاء

سيدتي

هل من سبيل للقاءْ !! في محفلي هذا المساءْ

إنْ كان ردُك ِ" أنْ نـَعَمْ ". . .، فإنَّ ذا أقصى النِـعمْ

أنا بانتظارك ِ في الزمانِ ِ وفي المكان، إلى اللقاءْ.